كلمة العميد

 
       لا شك أن البحث العلمي يمثل أحد أهم أهداف جامعة بيشة، كما أنه من أهم المقومات المحددة لمحاور التنمية في القطاعات العلمية والصناعية والاجتماعية، إذاً فالبحث العلمي هو الأداة الأساسية لمعالجة مشاكل وقضايا المجتمعات وخدمة خطط التنمية الوطنية، علاوة على أن له الفضل في جميع التغيرات التي حدثت عبر التاريخ والتي ترتب عليها رفاهية الإنسان في الحياة وتوافر وسائل التقنية الحديثة وتنوع المنتجات والخدمات المتاحة أمامه. وهو من أهم أسباب تطور المجتمعات ورقيها، لما له من أثر في نشر ثقافة الابتكار والإبداع وتقديم الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه الجامعة والمجتمع على حد سواء.
        ويمثل البحث العلمي الركيزة الثانية بعد التدريس من حيث وظائف الجامعة الرئيسة، وهذا ما استشعرته جامعة بيشة منذ نشأتها في العام 1436هـ إذ تعده ركنًا أساسياً في تطوير العملية التعلمية، وبناء مجتمع المعرفة وإثراء حقول العلوم المختلفة والإسهام في رفد المجتمع بطاقات مبدعة ومنتجة، وانطلاقا من هذا الدور تسعى عمادة البحث العلمي لإنشاء بيئة تحفيزية لأعضاء هيئة التدريس، وطلاب وطالبات الدراسات العليا، من خلال طرح برامج تدعم البحث العلمي وتقدم محفزات للنشر العلمي، والذي تأمل أن تسهم في دعم البحث العلمي في الجامعة بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام.
        وانطلاقاً من أهمية البحث العلمي ودوره الاستراتيجي والمحوري في صياغة صناعة المعرفة ورقي وتقدم المجتمعات ودفع عجلة التنمية، تسعى عمادة البحث العلمي في جامعة بيشة وتركز جل جهودها في خدمة وتطوير الحراك البحثي في العديد من المجالات ودعم الموهوبين والمخترعين من خلال تقديم برامج دعم الأبحاث العلمية والتطويرية بشتى أنواعها والتي تخدم المجتمع المحلي بشكل مباشر.
       وعلى الرغم من صعوبة الظروف المالية والإدارية التي صاحبت إنشاء جامعة بيشة والمتمثلة في تدني ميزانية البحث العلمي، وعدم وجود كوادر بشرية كافية لتسيير الأعمال اليومية إلا أن عمادة البحث العلمي في الجامعة تحاول أن تتغلب على تلك الظروف فلا تألو جهداً فيما تسعى إليه لتطوير وتنشيط حركة البحث العلمي في شتى المجالات العلمية، من خلال توفير التمويل المالي، وتهيئة المناخ البحثي الملائم، كما انها تدرك الواجب المترتب عليها نحو الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة.
       واهتمت عمادة البحث العلمي في الجامعة منذ البداية بوضع الخطط الاستراتيجية للبحث العلمي والأدلة الاجرائي الدقيقة لدعم المشاريع والبحوث العلمية في الجامعة بما يواكب الخطة الاستراتيجية الأولى للجامعة، وقد ركزت العمادة منذ البداية على انجاز تلك المهام، وبناء على هذا فهي تعمل على تنظيم البرامج والأنشطة البحثية والإشراف على تنفيذها بدقة.
      وقد ارتأت العمادة منذ نشأتها أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون وأن تستفيد من التجارب الناجحة التي تحققت في بعض جامعاتنا وتتجنب الأخطاء قدر المستطاع، وتسعى العمادة لمد خدماتها إلى المجتمع المحلي بقطاعيه العام والخاص عبر شراكات فاعلة، ومشروعات علمية تعاقدية متميزة، واستشارات فنية متقدمة تستهدف تطوير مؤسساته وحل مشكلاته. في الختام نطلب العون والتوفيق من الله –سبحانه وتعالى-في تحقيق الأهداف المنشودة، والمساهمة في أداء رؤية الجامعة ورسالتها، وكلنا أمل في أن يشارك الباحثون من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا بفاعلية في الرقي بمستوى الجامعة من خلال البحث العلمي، فهم القوة البشرية القادرة – بعون الله تعالى– على إنجاح مهام هذه العمادة.
       وتعول العمادة كثيراً على أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا للعب دور رئيسي في تحقيق أهدافها المتمثلة في تحقيق التميز في مجال البحوث العلمية، من خلال تطوير عملية البحث العلمي بشكل مستدام بما يخدم التوجه الاستراتيجي للجامعة بهدف المضي في مسيرة التطوير المعرفي والتقني، وذلك من خلال تعزيز الشراكات العلمية والاستثمار في البحث والابداع والابتكار والتواصل العلمي وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات البحثية العلمية محلياً وإقليمياً وعالمياً للمشاركة في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. رغم ضعف الإمكانيات المادية والبشرية، ومن هنا فإننا نناشد الجميع أن يستوعبوا طبيعة المرحلة التي نمر بها، والظروف التي تواجهنا في العمادة كما ندعو الجميع لمشاركتنا في تحقيق أهداف العمادة من خلال تزويدنا بمقترحاتهم وملاحظاتهم لتحسين الخدمات التي نقدمها للمجتمع والباحثين على حد سواء.
 

عميد البحث العلمي